استشهاد 4 فلسطينيين بنيران البحرية الإسرائيلية قبالة شواطيء غزة
أنقرة تربط تطبيع العلاقات مع تل أبيب بتحقيق دولي في العدوان علي أسطول الحرية
عواصم ـ وكالات الأنباء:
استشهد 4 مقاومين فلسطينيين برصاص زوارق حربية إسرائيلية قبالة شواطيء قطاع غزة أمس. في وقت تواصلت فيه تداعيات العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية. إذ ربطت تركيا تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإجراء تحقيق دولي مستقل في المجزرة التي قتل فيها نحو 10 علي الأقل من ناشطيها.
أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه لا تطبيع للعلاقات بين تركيا وإسرائيل إذا رفضت الأخيرة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة حول الهجوم الإسرائيلي الدامي علي أسطول الحرية الأسبوع الماضي.
دعا أوغلو إسرائيل إلي "إعطاء الضوء الأخضر لتشكيل لجنة ينص عليها القانون الدولي واقترحتها الأمم المتحدة".
وقال إنه إذا وافقت إسرائيل علي تشكيل هذه اللجنة فإن "العلاقات ستأخذ بالطبع منحي آخر". وأضاف "وإذا واصلوا مماطلتهم فإن تطبيع العلاقات التركية ــ الإسرائيلية غير وارد".
جاءت تصريحات أوغلو بعد أن أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفضه تشكيل لجنة تحقيق دولية في مهاجمة القوات الإسرائيلية سفن قافلة الحرية المتجهة إلي قطاع غزة مما أدي إلي مقتل تسعة متضامنين علي متن سفينة مرمرة التركية التابعة للقافلة.
كان الوزير التركي يتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيريه الأفغاني والباكستاني علي هامش قمة "مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا". الذي يفتتح اليوم في اسطنبول.
ويهدف المنتدي الدولي للنرويج للتعاون الإقليمي للحد من خطر نشوب صراعات إقليمية. وقالت الخارجية التركية إن القمة ستركز علي قضايا مثل نزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية وسبل تعزيز إجراءات الثقة في آسيا.
لكن من المرجح أن يهيمن علي القمة الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية ومعاناة الفلسطينيين.. ومن المتوقع أن تدعو تركيا خلال القمة التي يشارك فيها زعماء روسيا وإيران وباكستان وأفغانستان. لإيقاع عقاب دولي علي إسرائيل بسبب هجومها علي سفينة المساعدات التركية والضغط من أجل رفع الحصار عن غزة.
وقال مسئولون أتراك إنه تم دعوة إسرائيل للقمة. ولكن سفيرها في أنقرة أو دبلوماسياً من قنصليتها قد يشارك خوفاً من تعريض شخصية أبرز للغضب الذي خلفه الهجوم.
وعلي الرغم من أن سوريا ليست عضواً فإن رئيسها بشار الأسد سيحضر كضيف. وذكرت مصادر رسمية سورية إن زيارة الأسد ومحادثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبدالله جول تأتي للتعبير عن تضامن سوريا شعباً وقيادة مع الشعب التركي وقيادته في وجه المأساة التي يعيشها إثر مقتل مواطنيه. ولتأكيد اعتزاز سوريا والعالم بما قام به الناشطون الأتراك ورفاقهم من مختلف أرجاء العالم من عمل بطولي وصفه الأسد بأنه "نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي".
ويستمر الزخم السياسي غداً الأربعاء حين يجتمع وزراء الخارجية العرب في اسطنبول لحضور منتدي التعاون التركي العربي.
وفي جدة دعت منظمة المؤتمر الإسلامي الدول الأعضاء إلي "إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل بما في ذلك إعادة النظر في تطبيع العلاقات معها". وذلك بعد الهجوم الدامي علي أسطول الحرية.
وأدانت اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيان في ختام اجتماع عقدته أمس الأول. استمرار تحدي إسرائيل وانتهاكها للقانون الدولي ولجميع التزاماتها الدولية.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية مستقلة لإجراء تحقيق كامل في الحادثة من أجل تحديد ومقاضاة ومعاقبة المسئولين عن قتل المدنيين والاعتداء علي سفن مدنية ومصادرتها بالقوة. وجددت اللجنة الدعوة إلي رفع الحصار عن قطاع غزة واصفة إياه بأنه "لا يشكل فحسب انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان الفلسطيني بل يمثل كذلك تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدوليين وللاستقرار الإقليمي".
في هذه الأثناء اقترح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمراقبة شحنات السفن المتجهة إلي غزة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلي القطاع المحاصر. مؤكداً أن الوضع في غزة "لا يمكن تبريره".
وقال كوشنر للصحفيين بعد اجتماع مع نظيره البريطاني وليام هيج "كنا في فترة ما مكلفين بمعبر رفح. وبإمكاننا أن نقترح من جديد أن يتولي الاتحاد الأوروبي مراقبة مرور "السفن" بأسلوب دقيق جداً".
وأكد أنه يتفهم ضرورة التصدي لتهريب الأسلحة. لكنه أقر بأن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلي بذل جهد أكبر لاقناع إسرائيل بأن حصارها لقطاع غزة غير ذي جدوي وليس في صالح المنطقة.
من جانبها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية عزمها إرسال سفينتين للمساعدة الإنسانية إلي غزة خلال الأيام القليلة القادمة في إطار المحاولات لكسر الحصار المفروض علي قطاع غزة.
قال المدير الدولي للهلال الأحمر الإيراني عبدالرءوف أديب زادة لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن إحدي السفينتين ستنقل أدوية ومواد غذائية والسفينة الثانية تنقل 70 متطوعاً من عمال المساعدات وممرضات وأطباء. مضيفاً أن السفينتين ستبحران في نهاية هذا الأسبوع. وذلك بالتنسيق مع الحكومة التركية.
يأتي هذا الإعلان غداة تأكيد علي شيرازي ممثل المرشد الأعلي في الحرس الثوري إن الحرس الثوري مستعد لمواكبة قوافل تنقل مساعدات إنسانية إلي غزة إذا أمر المرشد الأعلي علي خامنئي بذلك.
واعترضت البحرية الإسرائيلية السبت سفينة مساعدات أيرلندية كانت متجهة إلي غزة وأجبرتها علي الرسو في ميناء أشدود بجنوب إسرائيل. وقامت إسرائيل أمس الأول بترحيل الناشطين الذين كانوا علي متن السفينة الأيرلندية.
واستمراراً للاعتداءات الإسرائيلية. أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن أربعة فلسطينيين قتلوا فجر أمس بنيران البحرية الإسرائيلية بينما كانوا علي متن مركب قبالة سواحل وسط قطاع غزة.
قال الطبيب معاوية حسنين مدير الاسعاف والطوارئ في قطاع غزة إن الشهداء الأربعة قتلوا برصاص الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة شواطئ مخيم النصيرات.
وذكرت مصادر محلي فلسطينية أن النشطاء الأربعة ينتمون لمجموعات "أيمن جودة" المنبثقة عن كتائب شهداء الأقصي التابعة لحركة فتح. بدوره قال قيادي في كتائب شهداء الأقصي أن الشهداء الأربعة كانوا في مهمة تدريبية علي شواطئ مدينة غزة حين تفاجأوا بزوارق مطاطية لوحدات الكوماندوز الإسرائيلية تطلق النيران عليهم من أربعة جهات مما أدي لاستشهاد المقاومين الأربعة وفقدان خامس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوة بحرية تمكنت من إحباط محاولة فلسطينيين التسلل بحراً إلي إسرائيل. وادعت الإذاعة الإسرائيلية أن أفراد المجموعة كانوا يرتدون بدلات الغطس ومسلحين بوسائل قتالية بقصد تنفيذ هجمات.
وفي واقعة ثانية بقطاع غزة قالت مصادر أمنية وطبية أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً علي مجموعة من النشطاء في منطقة مفتوحة قرب مدينة غزة مما أسفر عن إصابة رجل بجروح خطيرة.
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيقوم بإرسال وفد من القيادة الفلسطينية إلي قطاع غزة من أجل اقناع حركة حماس بتحقيق المصالحة.
قال عباس لقناة "إن تي في التركية الإخبارية" "أفضل رد "علي الهجوم الإسرائيلي" هو أن تحقق الفصائل الفلسطينية المصالحة وتقاوم إسرائيل يداً بيد". وأضاف أن الشرط الوحيد للمصالحة هو أن تقبل حماس بالورقة المصرية التي طرحتها العام الماضي والتي تطالب فتح وحماس بإنجاز المصالحة وإجراء انتخابات. وعبر عن أمله في أن تنجح الحركتين في تحقيق ذلك في الوقت الراهن.