هو بطل من أبطال الإسلام .. ولد في شمالالعراق .. وتربى وشب في بلاد الشام ..وفي وقت كانت مصر والشام تتعرضان للخطر الصليبيأيام السلطان نور الدين محمود .. وقدجاء صلاح الدين فارس الحرب والأخلاقإلى مصر مع عمه شيركوه فيالحملات الحربية التي أرسلها سلطان مصر .. وبعد موت عمه تولى صلاح الدين منصب الوزارةفي مصر وفي عهد الخليفة الفاطمي العاضد آخر الخلفاء العباسيين.. ثم نجح صلاحالدين في القضاء على الدولة الفاطمية عام(1171)م وتأسيس الدولة الأيوبية في مصر
وقد عمل صلاح الدين منذ أنتولى حكم مصر على تكوين جبهة قوية لمواجهة خطر الصلبيين وطردهم من الوطن العربي وانتهز فرصة موت نور الدين محمود وضم أملاكه له .. وقد جعل صلاح الدين من مصرمركز القوة الأساسية وضم لها الشام وشمال العراق والحجاز.
وقد واجه صلاح الدين الصليبين من خلال :
اهتم بإنشاء جيش قوي وأسطول كبير.
بنى قلعة فوق جبل المقطمعرفت باسم قلعة صلاح الدين عام(579)ه لتكون مقرا للحكم ومركزا لتدريب الجيوش
وفى معركة حطين وقع جميع الأمراء الصلبيين تحت يد صلاح الدين غير أنصلاح الدين أكرمهم وعفا عنهم .. وكانت نهاية الصليبيين في هذه المعركة .. وتعد حطين من أضخم المعارك التي داخلتها جيوشالمسلمين .
وبعد انتصار صلاح الدين في موقعة حطين استولى على مدن ساحلية في الشام .. مثل عكا وصيفا وصيدا .. ثم دخل المسلمون بيت المقدس يوم 27 رجب سنة 583 هجريا في ذكرى الإسراء والمعراج واحتفلوا بهذه المناسبة الدينية
بعد صلح الرملة عاد صلاح الدين إلى دمشق حيث مرض وتوفى في السابع والعشرين من صفر 589 هـ ..
مدينة الأبطال ( رملة بنت أبى سفيان )
السيدة رملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة). صحابية جليلة ابنة زعيم قريش أبو سفيان وأخت كاتب الوحي (معاوية) الخليفة الأموي المشهور وزوجة خاتم النبيين محمد صلى الله عليـه وسلـم .. قبل أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجة لعبيد الله بن جحش .. هاجرت معه إلى الحبشة .. وأنجبت له ابنتها " حبيبة" وهناك تنصّر زوجها .. فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه .
فلما علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بانفصالها عن زوجها فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها وأصدقها النجاشي أربع مائة دينار فرحت أم حبيبة بطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للزواج منها أشدّ الفرح ووكلت ابن عمها خالد بن سعيد بن العاص في عقد زواجها وعندما علم أبوها (أبو سفيان) بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح وقال: " ذاك الفحل، لا يقرع أنفه " .. ويقصد أن الرسول رجل كريم وبهذا الزواج خفّت البغضاء في نفس أبي سفيان على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان هذا الزواج المبارك دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، وزوال الحقد والضغينة، وصفاء النفوس بين المتخاصمين.
وعندما نقض مشركو مكة صلح الحديبية خافوا من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة ليفاوض الرسول بتجديد الصلح وفي طريقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما همّ بالجلوس على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم سحبته من تحته وطوته بعيداً عنه، فتعجّب أبو سفيان وقال لها : " أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني
؟ أم بي عنه؟ " .. فأجابته : "بل به عنك، لأنه فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل نجس غير مؤمن " .. فغضب منها، وقال: "أصابك بعدي شر".
فقالت: "لا والله بل خير".
وقد روت أم حبيبة -رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وستين حديثاً نبوياً شريفاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين.
وقد توفيت أم حبيبة "رضي الله عنها" سنة 44 هجرية في خلافة أخيها معاوية رضي الله عنه، ودفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة- أم المؤمنين- قبل وفاتها، فقالت: "قد يكون بيننا وبين الضرائر فاغفري لي ولك ما كان من ذلك".
فقالت عائشة: "غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك".
فقالت أم حبيبة: "سررتني سرَّكِ الله".
وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها: مثل ذلك، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، وهو طلب المسامحة من الناس، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين- رضوان الله عليهن أجمعين ..