مبدعه وفي حياتي انجاز
عدد المساهمات : 20 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/01/2011
| موضوع: ترجمة موجزة للإمام ابن القيم الجوزي رحمه الله الثلاثاء فبراير 15, 2011 2:44 pm | |
| ا بن القيم ::
هو الإمام المحقق البارع الفذ المتقن المتفنن , ذو الذهن الوقاد , والقريحة السيالة , والقلم العذب البليغ المطواع , والبيان المشرق الحي الأخاذ , والروحانية الفياضة , الشيخ شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي , المشهور بابن قيم الجوزية , الدمشقي الحنبلي – رحمه الله تعالى ورضي عنه .
واشتهر بابن قيم الجوزية , لما أن والده – وهو عالم مشهور بعلم الفرائض – كان قيما للمدرسة الجوزية الكائنة اليوم في سوق البزورية بدمشق , فعرف الشيخ بابن قيم الجوزية
مولده ونشأته :
ولد الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالي – سنة 691 هـ , وتوفي سنة 751 هـ.
أي : كانت ولادته بعد جلاء الصليبين بعام واحد , ونشأ في بيت علم ودين وورع وصلاح , وكان أبوه – رحمه الله – قيما للمدرسة الجوزية الواقعة في آخر سوق البزورية في دمشق , وقد افتتحتها جمعية الإسعاف الخيرية , وجعلتها مدرسة لتعليم الأطفال الأيتام , ثم إنها احترقت سنة 1925 م أثناء الثورة السورية على الفرنسيين , ثم أعيد بناؤها الآن .
حياته العلمية :
نشأ ابن القيم في بيت علم وورع , فأبوه كان قيما على مدرسة الجوزية , وأخوه عبدالرحمن كان إماما قدوة عالما.
وكذلك كان لولادته في مدينة دمشق أثر كبير على تكوينه العلمي , لما تمتاز به من اجتماع حشد كبير من العلماء فيها .
بدأ – رحمه الله – في طلب العلم منذ الصغر , قبل سن السابعة , وقرأ على كثير من العلماء وحببت إليه القراءة , فكان يقرأ ما وقع في يده من المؤلفات .
شيوخه :
تلقى ابن القيم العلم عن علماء أجلاء أفاضل , في مختلف العلوم :
فسمع الحديث من الشهاب النابلسي , والقاضي تقي الدين بن سليمان , وأبي بكر بن عبدالدائم , وعيسى المطعم , وإسماعيل بن مكتوم , وفاطمة بنت جوهر وغيرهم .
وأخذ العربية على ابن أبي الفتح البعلي, فقرأ عليه الملخص لأبي البقاء , ثم قرأ الجرجانية , ثم ألفية ابن مالك , وأكثر (الكافية الشافية) , وبعض (التسهيل) . وقرأ على الشيخ مجد الدين التونسي قطعة من ( المقرب) لابن عصفور.
وتلقى الأصول والفقه على الشيخ صفي الدين الهندي , وشيخ الإسلام ابن تيمية , والشيخ اسماعيل بن محمد الحراني , فقرأ عليه (الروضة ) لابن قدامة ,و(الأحكام ) للآمدي و (المحصل ) و (الأربعين ) للرازي , و(المحرر) لابن تيمية الجد .
وقد لازم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ملازمة تامة منذ عودته من مصر سنة 712 هـ فنهل من فيض علمه الواسع , واستمع إلى أقواله وآرائه , وغلب عليه حبه , وكان يأخذ بأكثر اجتهاداته , وينتصر لها , ويتوسع في التدليل على صحتها , وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه .
تلامذته :
وقد تلقى عن المؤلف – رحمه الله – كثير من العلماء المشهود لهم بالفضل في حياه شيخه , وإلى أن مات وانتفعوا به أيما انتفاع: 1- فمنهم : الإمام الحافظ زين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي, ثم الدمشقي الحنبلي, العالم الزاهد العمدة الثقة , صاحب المؤلفات المفيدة في الحديثة والفقه والتاريخ , وقد لازم مجلس المؤلف إلى أن مات , وتوفي – رحمه الله – 795 هـ.
2- ومنهم : الحافظ عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي , نشأ بدمشق , وسمع من علماء أفاضل , وعني بالحديث مطالعة في متونه ورجاله , وله تآليف كثيرة , أعظمها : تفسيره المعروف , و (البداية والنهاية) توفي رحمه الله سنة 774 ه.ـ
3- ومنهم : الشيخ الإمام الحافظ , عمدة المحدثين شمس الدين أبوعبدالله محمد بن أحمد بن عبدالهادي بن عبدالحميد بن عبدالهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الصالحي , عني بالحديث وأنواعه , ومعرفة رجاله وعلله , وتفقه وأفتى ودرس , وجمع وألف , وكتب الكثير وصنف , وتوفي رحمه الله – سنة 744 هـ.
4- ومنهم : شمس الدين أبوعبدالله محمد بن عبدالقادر بن محيي الدين عثمان بن عبدالرحمن النابلسي الحنبلي , ولد بنابلس , وتوفي – رحمه الله – سنة 797 هـ .
5- ومنهم ولده إبراهيم , تفقه بأبيه , وشارك بالعربية , وسمع وقرأ , واشتغل بالعلم وكانت وفاته – رحمه الله – سنة 767 هـ .
6- ومنهم : ولده شرف الدين عبدالله , ذكر الدرس بالصدرية عوضا عن أبيه , فأفاد وأجاد.
أقوال العلماء فيه :
لو أردنا أن نستعرض أقوال العلماء في الإمام القيم – رحمه الله تعالي – لوجدنا أنفسنا أمام سيل عظيم من الأقوال , ولا نستطيع أن نستقصيها , ومن ذلك :
- ما قاله الحافظ ابن رجب : كان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه , وبأصول الدين , وإليه فيها المنتهى, وبالحديث ومعانيه وفقهه ,ودقائق الاستنباط فيه , ولا يلحق في ذلك و وبالفقه وأصوله , وبالعربية , وله فيها اليد الطولى, وبعلم الكلام . وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم . وكان رحمه الله – ذا عبادة وتهجد , وطول صلاة إلى الغاية القصوى , وتأله , ولهج بالذكر , وشغف بالمحبة وبالإنابة , والافتقار إلى الله تعالى ,والانكسار له , والإطراح بين يديه على عتبهة عبوديته , لم أشاهج مثله في ذلك , ولا رأيت أوسع منه علما ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة , وحقائق الإيمان , وليس هو بالمعصوم , لكن لم أرَ في معناه مثله .
- وقال الإمام الحافظ الذهبي : عني بالحديث ومتونه وبعض رجاله , وكان يشتغل في الفقه , ويجيد تقريره , وبالنحو ويدريه , وفي الأصلين , وتصدر للاشتغال , ونشر العلم .
- وقال الحافظ ابن كثير : برع في علوم متعددة , لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين , ولما عاد ابن تيمية من مصر سنة 712 هـ لازمه إلى أن مات , فأخذ عنه علما جما مع ما سلف له من الاشتغال , فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة , مع كثرة الطلب ليلا نهارا , وكثرة الابتهال , وكان حسن القراءة والخلق و كثير التودد , لا يحسد أحدا , ولا يؤذيه , ولا يحقد على أحد , ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه .
- وقال ابن ناصر الدين الدمشقي : وكان ذا فنون من العلوم , وخاصة التفسير والأصول من المنطوق والمفهوم , وقال : أبوبكر محمد بن المحب فيما وجد بخطه : قلت أمام شيخنا المزي : ابن القيم في درجة ابن خزيمة . فقال : هو في هذا الزمن كابن خزيمة في زمانه .
- وقال القاضي برهان الدين الزرعي : ما تحت أديم السماء أوسع علما منه , درس بالصدرية وأم بالجوزية , وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة , وصنف تصانيف كثيرة جدا في أنواع العلوم , وكان شديد المحبة للعلم وكتابته , ومطالعته وتصنيفه , واقتناء كتبه , واقتنى من الكتب ما لا يحصل لغيره .
- وقال الحافظ ابن حجر : كان جرئ الجنان , واسع العلم , عارفا بالخلاف ومذاهب السلف.
- وقال الشوكاني : كان متقيدا بالأدلة الصحيحة , معجبا بالعمل بها , غير معول على الرأي , صادعا بالحق , لا يحابي فيه أحدا .
تصانيفه :
الإمام العلامة . الحافظ , شيخ الإسلام , وقدوة الأنام , ناصر السنة, وقاهر البدعة , ابن قيم الجوزية , من الأئمة الذين عرفوا بكثرة التصانيف , فإنه قد صنف أشياء كثيرة , وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة , وله المصنفات الممتعة النافعة المفيدة في بابها , ومن تلك المصنفات :
1- أعلام الموقعين عن رب العالمين 2- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية 3- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 4- تحفة المودود في أحكام المولود. 5- أحكام أهل الذمة 6- الفروسية المحمدية 7- إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان 8- أخبار النساء 9 – بدائع الفوائد 10 – التبيان في أقسام القرآن. 11- الأمثال في القرآن الكريم 12- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي 13- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح 14- الروح 15- تفسير سورة الفاتحة والمعوذتين 16- روضة المحبين ونزهة المشتاقين 17- عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين 18- زاد المعاد في هدى خير العباد 19- شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل 20 – طريق الهجرتين وباب السعادتين 21- الفوائد 22- الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان 23- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية 24- مدراج السالكين بين منازلﭽ ﭢ ﭣ ﭤﭥﭼ 25- مفتاح باب السعادة ومنشور لواء العلم والإرادة 26- هداية الحيارى من اليهود والنصارى 27- الوابل الصيب من الكلم الطيب 28- الكلام على مسألة السماع 29- تهذيب مختصر سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته 30- جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام 31- الصواعق المرسلة على الجمعية والمعطلة. 32- اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية
وفاته :
توفي – رحمه الله – وقت العشاء الآخرة ليلة الخميس في الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 751 هـ وصلى عليه من الغد بجامع دمشق الكبير , ثم بجامع الجراح فرب المقبرة التي دفن فيها بالباب الصغير , وقبره معروف حتى الآن ...
رحم الله شيخنا ابن القيم وجزاه عنا خير الجزاء
المصدر: ترجمة ابن القيم من كتابه (الفوائد) تحقيق : أبوعبدالرحمن فواز أحمد زمرلي [b] | |
|