الدمام – محمد هاني
تشهد أسواق الملابس السعودية منذ نحو ثلاثة أسابيع تخفيضات كبيرة ومتفاوتة تراوحت بين 30 إلى 70%، تقودها الشركات العالمية العاملة في السعودية، والتي لها فروع منتشرة في أغلب المجمعات التجارية، حيث لا تتفاوت الأسعار إلا بنسب بسيطة جدا، كما أنها تتشابه في نوعية الملابس المعروضة للبيع من محل إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى.
ورغم النظر إلى هذه التخفيضات بعين الريبة، إذ لا تزال الشكوك تراود المتسوقين من القيام المحلات التجارية بتخفيض 70% من قيمة السلعة، مستغربين من هذه النسبة التي يتوقعون أن تكون نسبة الربح في الوقت العادي.
ويرون أنها لعبة تجارية يلجأ إليها الباعة لزيادة مبيعاتهم، إلا أن الأسواق تشهد حركة بيع كبيرة جدا دفعت بالكثير من المحال التجارية إلى تمديد فترات العمل، والتي جاءت متوافقة مع الإجازة الصيفية.
ويقول التجار أنها تخفيضات حقيقية، خاصة التي تقوم بها الشركات المعروفة، إلا أنهم يتحفظون على نوعية الملابس التي يتم الإعلان عن تخفيضات كبيرة لها، ويرون أن التخفيضات تتم بسبب ظروف التصنيع، والبيع، والتخزين، ونزول موديلات جديدة.
ويؤكد سالم الزهراني (تاجر) أن المجمعات التجارية تشهد الإقبال الرئيسي في نسب الزبائن، وتلعب الشركات الكبيرة دورا كبيرا في جذب المتسوقين، بما تطرحه من تخفيضات، مؤكدا أن هذه الشركات ستكون مجبرة في الفترة المقبلة على القيام بتخفيضات أخرى تأتي في الموعد المعتاد لموسم التخفيضات.
ويضيف أن التخفيضات في الجزء الرئيس منها حقيقية، وهي تتم لسلع في الغالب ستخزن، وبعد أن عرضت خلال العشر أشهر الماضية بهامش ربح جيد، ولم يتم تصريفها جميعا خلال هذه الفترة، وبعد أن تم تحقيق رأس المال وبالربح الذي وضعه التاجر، هذا بالإضافة إلى ان بعض البضاعة التي يتم العرض عليها موديلات قديمة، والبيع بأي مبلغ هو مكسب للمحل بدل التخزين المعرض للتلف.
من جانبه قال عبدالله الخميس (مدير مبيعات في شركة لملابس) أن مبيعات الفترة الماضية كانت جيدة من خلال مهرجانات التسوق التي أقيمت في أغلب المناطق، وأشار إلى أن حملة التخفيضات التي قادتها الماركات المعروفة مبكرا في الصيف تدل على مخاوفهم من ضعف الإقبال على الشراء، والتأخر حتى شهر رمضان المبارك، إذ أن هذه التخفيضات تم تقديمها عن موعدها المتعارف عليه، وجاءت بنسب عالية وصلت في بعض المحلات إلى 70%، وهو مشابه لما كان يحدث في الأعوام السابقة.
وأضاف أن التخفيضات التي قامت بها الشركات الكبيرة في المجمعات التجارية ساهمت في رفع وتيرة الشراء إلى أنها لم تكن في المستوى المتوقع وكانت مقبلولة مقارنة بحجم التخفيضات التي جرت، وأكد أن الحديث عن نوع من الركود في البيع غير دقيق، خاصة مع حركة السفر التي تنشط في فصل الصيف عادة، مضيفا "أمامنا فترة محدودة ثم تأتي مشتريات شهر رمضان وفيها سيقل الإقبال على شراء الملابس".
من جهتها، قالت زهراء المحسن (متسوقة) "اصدق أغلب التخفيضات، خصوصا من المحلات الكبيرة صاحبة الماركة، لأنها تلجئ للتخفيضات للتخلص منها لنزول منتج جديد، وارتباطها بمصانع تنتج لها موديلات جديدة تتناسب مع فصول السنة"، وقالت "بقاء القديم يكلف من خلال تخزينه، ولهذا يتم بيعه بأقل ربح، وحتى بالتكلفة".
وأشارت إلى أنها تستطيع التفريق بين المخفض وغير المخفض في الماركات الشهيرة، إلا أن المحلات العادية وغير المشهورة ممكن يستغلون مسمى تخفيضات ويتلاعبون في الأسعار، وعلى الزبون أن يميز بين البضاعة التي تم عمل تخفيض عليها أو لم يخفض، ومن خلال جودة المنتج، وفي النهاية هو من سيدفع قيمتها، لذلك لابد من الحذر.