الله , سنته , عليه , وسلم
نشر سنته صلى الله عليه وسلم
الحمدالله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون،والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه اجمعين أمـا بعد:
من تمام محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه:الحرص على نشر السنّه وتبليغها,وقد ثبت عنه انه قال في احاديث كثيرة:
((فليبلغ الشاهد الغائب))،وقال: ((بلغوا عني ولو آيه))،وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً،فكان منها نقية قبلت الأرض فأنبتت الكلأ والعشب
الكثير،وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا،وأصابت منها طائفة أخرى إنما
هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ،فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم،ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)) فامتدح صلى الله عليه وسلم من كان له قلب حافظ للعلم فنشره بين الناس
فا نتفعوا به،وهذه هي المرتبه الثانيه -المشار إليها في الحديث-،فأما من أوتي فهماً ثاقباً مع حفظه للعلم فانتفع أولاً
ونفع ثانياً فهو لاشك أكمل وأفضل،وهذه هي المرتبه الأولى والحرص على نشر السنّه وتبليغها وتعليمها للناس باب
عظيم من ابواب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ؛لأن في ذلك سعي لإعلاء سنّته ،ونشر هديه بين الناس .
ومن مقتضيات ذلك: الحرص على إماته البدع والضلالات المخالفه لأمره وهديه ، ولاشك بأن الابتداع في دينه من
خوارم المحبه الصادقه ؛ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد))ومن تلبيس الشيطان على بعض الجهلة وأهل الأهواء أنهم يزعمون أن الابتداع في دين النبي صلى الله عليه وسلم
من تمام المحبه له ،وهذا جهل عظيم فا لمحبه تقتضي التسليم للمحبوب ،وتتبع آثاره ،والوقوف عند أمره ونهيه ،
والحرص على عدم النقص أو الزياده في دينه . ولهذا تجد أن المبتدع لايحب نشر السنّه النبويه ،ويسعى لكتمانها ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية((من المعلوم أنه لاتجد أحداً ممن يرد نصوص الكتاب والسنّه بقوله إلا هو يبغض ماخالف قوله ،ويودّ
أن تلك الآية لم تكن نزلت ، وأن ذلك الحديث لم يرد ،ولو أمكنه كشط الحديث من قلبه ،وقيل عن بعض رؤوس الجهمية -
إما بشرالمريسي أوغيره -: أنه قال:ليس شيء أنقص لقولنا من القرآن ،فأقروا به في الظاهر ،ثم حرّفوه بالتأويل . ويقال
إنه قال:إذا احتجوا عليكم بالحديث فغالوطهم بالتكذيب ، وإذا احتجوا بالآيات فغالطوهم بالتأويل . ولهذا تجد الواحد من هؤلاء
لايحب تبليغ النصوص النبويه ،بل قد يختار كتمان ذلك والنهي عن إشاعته وتبليغه ،خلافاً لما أمر الله به ورسوله من التبليغ
عنه))تلك أمارات حبّ النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ،تقاس بها درجة التعظيم ،وتخفض بها حرارة المحبه ،نسأل الله أن
يعيننا وإخواننا المسلمين أجمعين على التزامها ما حيينا .
وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وإمام المهتدين،وعلى آله وصحبه أجمعين